هدى و المكافأة

كان يا مكان
في هذا الزمان
 كانت فتاة تدعى هدى

هدى  تبحث كل يوم عن المكافاءة
هناك في زاوية الغرفة ، بقرب الخزنة

Room color ideas for teenage girls : Corner Cabinet Wooden Floor Desk Daybed Drawers Clean Simple Airy Teen Room

كانت مكافأة غريبة من نوعها
تجدها كل يوم عند تلك الزاوية
لكن كان هناك شروط
المكافأة موجودة في وقت معين
و عند فعل أشياء معينة

تعلمت هدى عن المكافأة حين بلغت سن الرشد
و كانت والدتها تفخر بها حين تحصل على المكافأة

The Gift

في يوم ما رفعت هدى صوتها على والديها
و قالت لهم كلاماً ليس بجميل
فلم تحصل على المكافأة في اليوم التالي

في يوم آخر، ساعدت هدى أختها الصغيرة تقى
و خففت عن والدتها التعب
لتصبح  راضية عنها
فحصلت على المكافأة في اليوم التالي

علمت هدى أنها حين تتكلم عن أحد بسوء
فإنها لن تحصل على مكافأة
حتى لو وضعت المنبه ليرن في وقتها قبل الصباح
هدى لا تستيقظ
لأن كلامها يمنعها

و حين كبرت هدى، لم يعد يهمها أن تفخر بها والدتها لحصولها على مكافأة الصباح
فقد كانت هي نفسها تسعى للمكافأة
لأنها حين تحصل عليها يصبح يومها سعيداً
بل إن المكافأة حتى تجعلها تفعل الصواب
و تضمن بذلك مكافأة أخرى
قبل صباح اليوم التالي

حين ضمنت هدى المكافأة أصبحت تشاطرها أهل البيت و الصديقات
توقضهم قبل كل صباح
ليحصلوا هم أيضاً على مكافأتئهم

File:Dawn - swifts creek02.jpg

هدى تضع المنبه كل مساء
و تطيع ربها طوال اليوم
كي تحصل على المكافأة
هناك عند الزاوية
تجد السجادة

هل عرفت المكافأة؟
.

.

.

.

.

.

إنها صلاة الفجر

الرجل الذي يعرف كل شيء

كان يا مكان

في أحد الأزمان

كان

رجل

آتاه الله من العلم الكثير
و فتحها الله عليه من الخير الوفير

كان هذا الرجل يعرف حلول كل المشكلات

فيجد من يشكي له الآهات
فيوصيه بالحل بطرق مختلفات

و يجد قوماً يودون أداء الصناعات
فيعرف بالظبط ما يحتاجونه من خطوات

كان الرجل فاهماً
يرى النقص قادماً
أحياناً قبل أن يحس به أحد
فلا يصدقه الناس إلا بعد فوات الوقت

كان لديه مختلف المعلومات
و حوله الكثير من الإحتياجات

لكن لم يكن الجميع يصدق أن لديه العلم البديع
و لم يكن لديه دوماً دليلاً يقنع من ليس بقنيع
كيف يفسر أفكاراً تستقر في عقل سريع
معلومات أتاه الله إياها هو المعطي و المنيع

مشكلته لم تكن فقط في أن أحداً لا يسمعه
مشكلته أنه يرى الحل أمامه
يقوله، يعرفه، لكن أحد لا يطبقه!
إذا كان لا يستطيع تغيير الشيء
فالعلم الذي لديه ما كانت فائدته؟

فطوى الرجل ذو العلم على نفسه
و لم يجروء على قول حل
و لاحتى على همسه
و أصبح يومه كئيباً
مثل غده و مثل أمسه

ثم بلاه الله باختبار
محتاج أتاه ساعياً حين نهار
طلب منه المساعدة
في تحريك صخر جبار

فساعده الرجل بقوة الفعل
و لم يحتج لنطق كلمة تحتاج لدليل
و حين احتاج الرجل أن يحرك الصخر ثانية
فكر الرجل بطريقة هندسية متفانية
و شرحها للمحتاج بكلمات بسيطة حانية
فاعجبت المحتاج و طبقها
و عرف أن الرجل أهل لها

و منذ ذلك اليوم تعلم الرجل درساً لن ينساه
أن العلم الذي لديه مفيد، إذا طبقه أحد لن ينساه

و علم أن ليس عليه إلا الإخبار
و لكن على الناس يبقى الإختيار
بأن يطبقوا ما عرفوه أو لا

فلم يعد يهتم بما يفعله الناس
و اهتم بتوصيل العلم، فذلك هو الأساس
و أصبح يبحث عن شيئين
كانهما لتوصيل العلم قدمين
تمشيان به و هو الرأس

الأول هو الكلام اللين
فالرحمة قبل العلم أساس
و الثاني دليل عملي، يطبقه أحد الناس
فإذا طبق أحد الحل أمامي
علمت أن له من العلم راس

فتوفى الرجل و هو مرتاح
أن ما أعطاه الله من علم حفر
في كتب كثيرة
و في قلوب من طبقوه من الناس
و لم يعد يريد الشكر من أحد
فالحمد لله الذي أعطاه العلم بالأساس