الرجل الذي يعرف كل شيء

كان يا مكان

في أحد الأزمان

كان

رجل

آتاه الله من العلم الكثير
و فتحها الله عليه من الخير الوفير

كان هذا الرجل يعرف حلول كل المشكلات

فيجد من يشكي له الآهات
فيوصيه بالحل بطرق مختلفات

و يجد قوماً يودون أداء الصناعات
فيعرف بالظبط ما يحتاجونه من خطوات

كان الرجل فاهماً
يرى النقص قادماً
أحياناً قبل أن يحس به أحد
فلا يصدقه الناس إلا بعد فوات الوقت

كان لديه مختلف المعلومات
و حوله الكثير من الإحتياجات

لكن لم يكن الجميع يصدق أن لديه العلم البديع
و لم يكن لديه دوماً دليلاً يقنع من ليس بقنيع
كيف يفسر أفكاراً تستقر في عقل سريع
معلومات أتاه الله إياها هو المعطي و المنيع

مشكلته لم تكن فقط في أن أحداً لا يسمعه
مشكلته أنه يرى الحل أمامه
يقوله، يعرفه، لكن أحد لا يطبقه!
إذا كان لا يستطيع تغيير الشيء
فالعلم الذي لديه ما كانت فائدته؟

فطوى الرجل ذو العلم على نفسه
و لم يجروء على قول حل
و لاحتى على همسه
و أصبح يومه كئيباً
مثل غده و مثل أمسه

ثم بلاه الله باختبار
محتاج أتاه ساعياً حين نهار
طلب منه المساعدة
في تحريك صخر جبار

فساعده الرجل بقوة الفعل
و لم يحتج لنطق كلمة تحتاج لدليل
و حين احتاج الرجل أن يحرك الصخر ثانية
فكر الرجل بطريقة هندسية متفانية
و شرحها للمحتاج بكلمات بسيطة حانية
فاعجبت المحتاج و طبقها
و عرف أن الرجل أهل لها

و منذ ذلك اليوم تعلم الرجل درساً لن ينساه
أن العلم الذي لديه مفيد، إذا طبقه أحد لن ينساه

و علم أن ليس عليه إلا الإخبار
و لكن على الناس يبقى الإختيار
بأن يطبقوا ما عرفوه أو لا

فلم يعد يهتم بما يفعله الناس
و اهتم بتوصيل العلم، فذلك هو الأساس
و أصبح يبحث عن شيئين
كانهما لتوصيل العلم قدمين
تمشيان به و هو الرأس

الأول هو الكلام اللين
فالرحمة قبل العلم أساس
و الثاني دليل عملي، يطبقه أحد الناس
فإذا طبق أحد الحل أمامي
علمت أن له من العلم راس

فتوفى الرجل و هو مرتاح
أن ما أعطاه الله من علم حفر
في كتب كثيرة
و في قلوب من طبقوه من الناس
و لم يعد يريد الشكر من أحد
فالحمد لله الذي أعطاه العلم بالأساس

2 thoughts on “الرجل الذي يعرف كل شيء

Leave a Reply